Tuesday, September 30, 2008
"بالنسبة لصلاح جديد ' أبو أسامة ' ، في الواقع أنا السجين الوحيد ـ ربما ـ الذي رآه وتحدث معه قبل وفاته بثلاث ساعات ونصف فقط ، إذا استثنينا رفاقه في القيادة السابقة الذين كانوا معه في غرفته . وتفصيل الأمر كما يلي :
تم نقلي من سجن تدمر الصحراوي إلى سجن المزة العسكري ( عبر شعبة المخابرات العسكرية التي مضيت فيها 40 يوما ) ظهر يوم السبت 7 آب/ أغسطس 1993 . وبالنظر لأن أمر الشعبة المذكورة كان يقضي بإبقاء سجني انفراديا ، لم يجد مدير السجن العقيد بركات العش سوى غرفة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور يوسف زعيّن ليضعني فيها ، وهي في الطابق الثاني . كانت الغرفة فارغة منذ إطلاق سراح زعين في العام 1981 ، وكان جرى تحويلها إلى مستودع . أما جدار حمامها ومرحاضها فكان مشتركا مع حمام ومراحيض جناح القيادة السابقة ( صلاح جديد ، رئيس الأركا ن الأسبق اللواء أحمد سويداني ، ضافي الجمعاني ، كامل حسين ، عبد الحميد مقداد ، مصطفى رستم ، عادل نعيسة .. إلخ ) .
لم يكن صلاح يخرج إلى التنفس الصباحي أو المسائي مع رفاقه منذ 15 سنة خلت ، احتجاجا على الإهانة التي وجهها له ذات يوم أحد السجانين حين كان في التنفس يستمع إلى راديو ترانزستور في يده ، حيث طلب منه تخفيض صوته بعد أن وصفه بـ ' الحمار ' ! وكنت أغتنم الفرصة للحديث مع ' أبو أسامة ' ـ عبر فتحة صغيرة في الجدار المذكور ـ خلال وجود رفاقه في التنفس . ( طبعا لم يكن ذلك من وراء ظهورهم ، فهم من ساعدني من الطرف الآخر للجدار على إحداث ثقب بالقرب من فتحة يمر منها أنبوب توصيل المياه ، حيث يكون الجدار هشا ، ليؤمنوا الاتصال معي ومعرفة أحوالي من حين إلى آخر . وقد أرسلوا لي الكثير من المساعدات بالنظر لأن لم أكن مُزارا في حينه ) .
مساء 17 آب ، أي بعد وصولي إلى السجن بعشرة أيام ، وعند حوالي السابعة مساء ، كنت أتحدث معه . لم يكن يشكو من أي مرض سوى الضعف البسيط الناجم عن الاعتقال الطويل وسنه المتقدمة ( 67 عاما ) ، وبعض الآلام في الجهاز البولي من حين إلى آخر ، كما فهمت منه ومن عادل نعيسة وضافي الجمعاني و من العقيد بركات لاحقا. وبتعبير آخر : لم يكن يعاني أي مرض يمكن أن يؤدي إلى الموت أو حتى إلى العجز ولو جزئيا .
بعد حوالي ساعة على انتهاء التنفس ، جاء طبيب السجن ، برفقة أطباء آخرين من خارج السجن (؟) ، والعقيد بركات ، وأخذوه . وقد رأيته بأم عيني من نافذة زنزانتي ( الواقعة فوق ديوان السجن مباشرة ، والمطلة مباشرة على البهو الداخلي للسجن المؤدي بدوره إلى بابه الرئيسي الداخلي) يمشي مع الأطباء والمدير بشكل طبيعي . وقد علمت لاحقا من مدير السجن ( الذي أصبحت علاقتي به ممتازة في السنوات اللاحقة ، إذ كان يحرص على تقديم نفسه كتلميذ لالياس مرقص خلال دراسته الثانوية ، وعلى تمييز المعتقلين اليساريين إيجابيا ، وقد سرّح تعسفيا من الجيش صيف العام 2000 بعد اتهامه بتقديم مساعدة وتسهيلات ' غير قانونية ' لي !) بأنه نقل صلاح إلى مشفى المزة العسكري بسيارته المرسيدس الخاصة على خلفية شكواه نفسها ( كريزا في الجهاز البولي ) . وأجزم أنه كان صادقا . فقد كان يحترمه جدا ، ويحرص دائما على مخاطبته بـ ' سيدي اللواء ' .
أنظمة السجون والمخابرات لا تمنح مدير أي سجن عسكري صلاحية نقل أي سجين مريض ، أيّا كان ، سوى إلى المشفى الذي يتبع له السجن ( مشفى المزة العسكري ، 601 ، بالنسبة لسجن المزة ، ومشفى التل العسكري بالنسبة لسجن صيدنايا ) . وفي حال قضى الوضع الصحي للسجين /المريض نقله إلى مشفى تشرين العسكري ( الأكثر تطورا) ، فإن الأمر يحتاج إلى موافقة الجهة المسؤولة عن اعتقال السجين ( مخابرات عسكرية ، مخابرات جوية ، أمن دولة ... ) . وبالنسبة لصلاح ورفاقه تحديدا ، كان نقل أي منهم يقتضي موافقة رئيس شعبة المخابرات العسكرية شخصيا أو مساعده . وفي حالة الطوارىء العاجلة ، كان الأمر يحتاج لاتصال هاتفي فقط . ( في الحالة غير العاجلة يقتضي الأمر توجيه طلب عبر البريد الرسمي للسجن ) .
ما قاله لي العقيد بركات لاحقا هو التالي على نحو شبه حرفي :
' بعد أن أوصلته إلى مشفى المزة بسيارتي ، وليس بسيارة اللاندروفر المرهقة له وغير اللائقة به ، قال الطبيب إنه بحاجة لنقل إلى مشفى تشرين العسكري . فأجريت الاتصالات اللازمة من أجل الموافقة ، وبعد قليل جاءت سيارة من شعبة المخابرات ونقلته إلى تشرين ، فلم يكن من صلاحيتي نقله إلى هناك . وقد توفي بعد وصوله إلى مشفى تشرين بقليل . وكانت حوالي منتصف ليلة 17 / 18 آب ' . وهذا يعني أنه توفي وهو رهن الاعتقال ، بعكس ما نشر في الإعلام لاحقا ، حيث قيل ' إنه توفي بعد صدور أمر بإطلاق سراحه ' . وهذا لا أساس له من الصحة .
هل جرى تسميمه حسب بعض المعلومات المتداولة ؟
ليس ثمة أي دليل على ذلك ، خصوصا وأنه لم يجر أي تشريح للجثة ، ولم يذكر ذووه وجود أي عرَض من أعراض التسمم على جثمانه . ولكن من المؤكد أنه قتل عمدا . والأرجح خنقا بواسطة فصل الأوكسجين عن جهاز التنفس الذي وضع له 'دون مبرر ' كما أخبرني المقدم الطبيب المخبري ' أ. ج . ح ' في مشفى تشرين العسكري قبل يومين من إطلاق سراحي بتاريخ 6 أيار / مايو 2001. وطبقا لأدق المعلومات المتوفرة ، فإن من نفذ الجريمة هم زبانية مصطفى طلاس شخصيا . فمن المعروف أن طلاس كان يكن له كرها وحقدا أعمى . وكان يحرص دوما خلال خطبه وأحاديثه العلنية العامة ( أحدها نشر في الصحف الرسمية) على شتمه والقول عنه حرفيا إنه ' كان يحارب الناس في أرزاقهم وأخلاقهم ' ، في إشارة إلى راديكاليته في عمليات التأميم وملاحقة الفاسدين وطهرانيته ' المتطرفة ' ، وفي وقوفه وراء العديد من كراريس التثقيف السياسي الصادرة عن القيادة القومية والقطرية ، والتي كان ينشر من خلالها مفاهيم المادية التاريخية ، والإلحاد الماركسي ، وبقية أقانيم المعرفة الماركسية وتراثها الفكري والنقابي ، فضلا عن نظريات غيفارا وماوتسي تونغ في حرب العصابات والحرب الشعبية . وقد قرأت بنفسي العديد من هذه الكراريس التي كان يحتفظ بها والدي في مكتبة المنزل .
هل كانوا 'مضطرين ' لقتله ، وفي ذلك الوقت بالضبط ؟
أعتقد نعم . فقد كانت السلطة قد اتخذت عمليا قرارا بإطلاق سراح من تبقى من القيادة السابقة ( كانوا 17 سجينا على ما أذكر ) . ولم يكن بإمكانهم إطلاق سراحه معهم للأسباب التي تعرفها ويمكنك تقديرها ، لاسيما وأن حافظ الأسد لم يكن ليقبل بوجوده حرا طليقا وهو على رأس السلطة ، إلا إذا أعلن ولاءه له ، أو التزم الصمت. وهذا كان مستحيلا ، كما يستشف من المساومات التي حاول النظام فتح بازارها معه. فقد كان لا بد من التخلص منه . وهذا ما حصل . وقد جرى إطلاق سراحهم تباعا بعد بضعة أشهر من وفاته !
هذا بالتفصيل ما أعرفه عن القضية وبمنتهى الأمانة ."

Monday, September 29, 2008
Sunday, September 28, 2008


family. Darwish's posters are everywhere on government buildings etc. The PA insisted that his funeral march comes out of the Muqata'ah which meant that only 120 people marched behind him as people refusedto go there to start the march. Outside they were met by a maximum of 5000 for the rest of the funeral --exaggerated and inflated figures notwithstanding."
Saturday, September 27, 2008
Annie visited Tyre recently: she took those pictures of what is left of my grandfather's house. How did she find the house? I told her to ask the fishermen at the port.
Friday, September 26, 2008
يا حبيبي تعال الحقني, شوف اللي جرالي
(o beloved, come and follow me and see what has befallen me).
PS: Ilhaqni, as AZ reminds me, can also mean in Egyptian accent, "come and rescue me".
Thursday, September 25, 2008

Wednesday, September 24, 2008
Tuesday, September 23, 2008
PS Shortly after the speech, I received a call from Al-`Alam (Iranian) TV from New York City. They asked me to comment on Ahmadinajad's speech. I told the reporter that I would but that I would be critical of him. He thanked me and said goodbye.