Tuesday, April 26, 2011

From a Syrian citizen

She wrote to me in response to "From Syria with Doubt Part I":
"الأستاذ أسعد،
أنا امرأة سورية، وأكتب لك حول رسالة ذلك الشخص اللبناني الذي كتب لك عن مشاهداته في سوريا، وأتمنى منك نشر رسالتي أو بعضاً منها.
1-      الشعب السوري غير طائفي بطبيعته، وهذا حقيقة واقعية، يثبتها التاريخ والتوزيع السكاني في سوريا. أنا شخصياً من أسرة مسلمة متدينة، وعندما ذهبت إلى دمشق للدراسة، أقمت مع أسرة مسيحية في باب توما. نشأت في المدرسة مع العلويين وكانوا أصدقاءنا وجيراننا. الشعب السوري متسامح جدا دينياً. ولعل أكبر دليل هو وصول "فارس الخوري" لمنصب رئيس الوزراء في سوريا، ووصول حافظ الأسد نفسه لمنصب وزير الدفاع.
2-      الذي يروج للنظرة الطائفية والتفكير الطائفي هو النظام نفسه، لأنه يعمل بمنطق "فرق تسد"، فهو يخيف الأقليات من حكم الأكثرية. ونحن ندعو لاختيار الرئيس من أية ديانة أو طائفة كانت وفق انتخابات وأن تكون المدة الرئاسية محددة المدة (لا رئاسة مدى الحياة!).
3-      نحن نثور في وجه الظلم والفساد والاستبداد وسلطة الحزب الواحد، وتسلط العائلة الأسدية وبطانتها على مقدرات البلد، ونثور على انعدام أي شكل من أشكال الحريات الإنسانية.  إن مجرد تصديق نضالنا النبيل في سبيل حريتنا إلى قصص خرافية غبية كتلك التي يروجها النظام، كمؤامرات خارجية وعصابات سلفيين وغير ذلك من الترهات، هي خيانة لدماء الشهداء الأبرار وهم يواجهون النظام الفاشي المصاب بسعار القتل، بصدورهم العارية.
4-      نحن ننشد دولة علمانية مدنية ديمقراطية تحترم كافة مواطنيها.
5-      إذا كان هناك بعض الجهل في أوساط بعض المتظاهرين، لنتساءل من عمل لمدة 48 سنة على تكريس الجهل فأنفق مئات الملايين على بناء فروع الأمن والمخابرات والأصنام والصور القبيحة؟ من أنزل مستوى التعليم إلى الحضيض فحرَّم التفكير والتعبير، أليس نظام حزب البعث؟ لا أذكر مرة واحدة تم فيها تحديث أو إضافة كتب جديدة للمركز الثقافي في مدينتي الصغيرة. ويتساءلون لماذا يقع الشباب فريسة لبعض السلفيين ولأناس يروجون الخطاب الانتحاري. ولكن حتى لو وجد بعض السلفيين، أو الاخوان المسلمين بين المتظاهرين، إلا أن ذلك لا يعني بأي حال أنهم سيصلون إلى السلطة، أو أن سوريا ستصبح دولة دينية. ثم من قال أن السلفيين أو الإخوان المسلمين سيكونون أكثر دموية وهمجية من النظام الحالي الذي يدعي العلمانية والاشتراكية؟!
6-      التعصب الديني أو الطائفي أو العرقي موجود في كافة المجتمعات، والحصانة ضد التعصب تأتي من العدالة والمساواة وسيادة القانون واستقلال القضاء. وهذا بالتحديد ما فشل النظام فيه السوري منذ اغتصب البعث السلطة وانقلب حافظ الأسد على أصدقاءه!
7-      لا أتفق مع فكرتك في أن العربية السعودية أو قطر لها أي مصلحة في نجاح الثورة السورية. فمصلحة السعودية وقطر الآن على الأقل، هي في بقاء النظام السوري لأنهم يدركون جيداً أن الدور قادم إليهم. هم يعرفون أن نجاح الثورة في سوريا سيقود إلى الإطاحة بهم عاجلاً أم آجلاً.  من سوء حظ الشعب السوري، أن تكون مصالح السعودية وإيران وحزب الله وأمريكا وإسرائيل وحماس جميعهم في استمرار النظام السوري. ولأجل ذلك نرى الصمت المخجل إزاء قتل المئات. وعلينا نحن السوريين أن نعول على أنفسنا وصبرنا وقوتنا في سبيل حريتنا.
8-       الثورة السورية هي ثورة شعبية نبيلة في سبيل إسقاط نظام أخرجنا من التاريخ وانتهك إنسانيتنا.
9-       هذا رأي شخصي جداً، لن يتحرر الشرق الأوسط إطلاقاً حتى تسقط كافة الأنظمة الدينية التي تتاجر بالله والدين مثل السعودية وإيران.  سوريا لن تكون دولة دينية وسيسقط النظام ... وشكراً.."