الثلاثاء 16 فبراير – جدة
وصلت إلى الكلية الساعة 11 و الربع و تفاجأت بالحرس الملكي الذي يفتش الداخلات. فوقفت في الصف حتى جاء دوري بالدخول فدخلت إلى المسرح حيث الحدث و تفاجأت أكثر بالازدحام الممزوج بالحماس. جلست على أقرب مقعد وجدته و كان بعيد عن منصة المسرح فظللت أبحث عن مقعد أقرب حتى يرى من بالمنصة أني و ثلاثة من صديقاتي نرتدي الحطة الفلسطينية كموقف نبرزه بما أننا لن نتمكن من المشاركة. و بالفعل وجدت مقعدا مواجه للمنصة فجلست! تأخرت هيلاري عن الموعد المفترض و هو 12 ظهرا حوالي الساعتين! فضجر من ضجر و اعترض من اعترض فخف الزحام قليلا. و أخيرا جاءت كلينتون! فإذا بالحضور يقف مصفقا و مرحبا فأخذت أقول لمن حولي: لا تقفوا لمجرمة، لا تقفوا لمجرمة! بدأت العميدة الدكتورة سهير القرشي بكلمات الترحيب و الثناء و من ثم تلتها نائبة العميدة الدكتورة صالحة عبدين ثم بدأت كلينتون بكلام رث ذيلته ببيت حافظ إبراهيم: الأم مدرسة... فكانت ردة الفعل الفورية هي: تصفيق حار! عادت العميدة و فتحت باب الحوار بتقديم طالبة جهزت قصيدة للترحيب بكلنتون بالنيابة عن الطالبات و تكريمها و امتداحها... توالت الأسئلة.. و تنبهت بأن الجميع بإمكانه أن يسأل فرفعت يدي حتى جاءني الميكروفون فرأيت العميدة تشير لي من المنصة بأن أهدأ لأنها تعرف أني لن أمتدح و لن أكون رقيقة مع كلينتون! فما أن انتهت كلينتون من إجابة السؤال الذي سبق ما كنت أريد قوله حتى قالت العميدة: "أغلق باب الأسئلة و أنا أتعهد بأن أوصل سؤال من أراد للسيدة كلينتون بنفسي يا ......" نادتني باسمي لإصراري و استمراري في رفع يدي. انتهى الحدث رسميا و وجدت مجموعة كبيرة من الفتيات ملتفات حول كلينتون عند المنصة يطلبن توقيعها، فطلبت من صديقتاي أن نغتنم الفرصة! فأخذت أقفز من المقاعد لأصل إلى المنصة قبل أن تذهب كلينتون.. و ما أن وصلت حتى أخذت أقترب حتى أصبحت المسافة ما بيني و بينها نصف متر، فنظرت خلفي لأطمئن أن صديقتاي هناك، فوجدتهما.. و نظرت إلى هيلاري و كانت العميدة تقف بجانبها و قلت:Mrs. Clinton
We do not respect you for supporting Israel
We do not respect you for occupying Iraq
We do not respect you for occupying Afghanistan
We do not respect you for attacking Pakistan
و نظرت إلى القادمات من أجل الحصول على توقيع كلينتون و قلت:
It is a shame to have your signature
و استدرت سائرة رغم أنها كانت تحدثني و تقول:
I’m sorry you’re feeling that way, we could have discussed it
فنظرت إليها و قلت:
I object
متعمدة إعطائها ظهري و هي تتحدث لأهينها
فقالت:
This is not a dialogue, this is an end of a dialogue
فقلت و صديقتاي ترددان:
We still object
استمرت في الحديث و نحن نسير بعيدا.. فعلنا ذلك رغم يقيننا بأنه ليس بالأمر الهين في نظر هذه الحكومة و هذه الكلية، إلا أننا فعلنا ما فعلنا لأننا وجدنا ثغرة فلا خيار إلا أن نسدها و لو بالقليل، ففي ذلك الموقف تحولت القضية إلى قضية أمة بأكملها لم يعد هناك مجال لنفكر بأنفسنا و عواقب ما فعلناه.. القضية تأتي أولا!"