| ||
|
يَفْرُشُ الضَّوْءَ على التَّلِّ القَمَرْ
ضاحكاً للغصنِ، مُرتاحاً إلى
ضفَّة النَّهْرِ، رفيقاً بالحَجَرْ
علَّ عينيكِ إذا آنستا
أَثَراً منه عَرىَ الليلَ خَدَرْ
ضوّؤهُ إمّا تلفَّت ددٌ
ورَياحينُ فُرادَى وزُمَرْ
يغلب النسرينُ والفلَّ عسَى
تَطْمئنّين إلى عِطْرٍ نَدَرْ
مَنْ تُرى أنتِ إذا بُحتِ بما
خَبَّأت عيناكِ من سِرِّ القَدَرْ؟
حُلْمُ أيِّ الجنِّ؟ يا أغنيةًعاشَ من وَعْدٍ بها سِحْرُ الوَتَرْ
نَسْجُ أجفانكِ من خيطِ السُّهى
كُلُّ جَفْنٍ ظَلَّ دَهراً يُنتظرْ
ولكِ النسيانُ، ما أنتِ له
هو مَلهًى مِنْكِ أو مَرْمَى نَظَرْ
قبلما كُوِّنتِ في أشواقنا
سَكِرَتْ ممَّا سيُغْرِيها الفِكَرْ
قُبلةٌ في الظنِّ، حُسْنٌ مُغلَقٌمُشْتَهًى ضَمَّ إلى الصَّدْرِ وَفَرّ
وَقْعُ عينيكِ على نَجْمتنا
قِصَّةٌ تُحْكَى، وبَثٌ وسَمَرْ
قالتا: < ننظُرُ>، فاحْلَوْلَى النَّدَى
واسْتراحَ الظِّلُّ، والنُّورُ انْهَمَرْ
مُفْردٌ لحظُكِ، إنْ سرَّحتِهِ
طارَ بالأرضِ جَناحٌ مِنْ زَهَرْ
وإذا هدبُكِ جاراهُ المَدَى
راحَ كَوْنٌ تِلْوَ كونٍ يُبتكرْ!